كتب - أحمد ربيع:
البداية بلاغات عديدة تلقها اللواء محمود فاروق - مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، من المقدم هاني الحسيني - رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الكرور، والمقدم هشام بهجت - رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، يفيد بتعرض عدد من المواطنين للسرقة من داخل البنوك الحكومية ومواقف الأتوبيسات العامة بأماكن مختلفة بالجيزة عن طريق فتاة نحيفة الجسد تستغل خفة يديها في ارتكابها جرائمها.
على الفور أمر مدير مباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء جرير مصطفي - مدير المباحث الجنائية، لعمل فريق بحث مشترك بين ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور ومركز شرطة أوسيم وبدأ كل منهم العمل للإيقاع بالمتهمة في أسرع وقت ممكن.
علي الطرف الآخر تلقي المقدم هشام بهجت - رئيس مباحث مركز شرطة اوسيم، بلاغات عديدة احدها من رجل عجوز يفيد بتعرضه للسرقة أثناء تواجده بأحد البنوك، بدائرة مركز شرطة أوسيم.
على الفور طلب رئيس المباحث من صاحب البلاغ بتحرير محضر بالواقعة ثم قام بالاستعانة برسم جنائي من المديرية لتوضيح ملامح المتهمة خاصة ان جميع البلاغات أجمعت أن المتهمة امرأة وبدأ يشرح صاحب البلاغ أوصافها كالاتي '' فتاة نحيفة الجسد قصيرة القامة في منتصف العقد الثاني من عمرها تقريبا ترتدي عباءة وطرحة -أي وشاح- سوداء تحمل في يديها شنطة جلد صغيرة الحجم سوداء اللون ''.
وبعد الانتهاء من شرح أوصاف المتهمة طلب رئيس المباحث من معاونه عرض الصورة علي أهالي أوسيم في محاولة للوصول للمتهمة والقبض عليها.. على الطرف الأخر بعد تحريات استمرت ما يقرب من الـ12 ساعة ايقن فريق البحث ان المتهمة ليست من أهالي منطقة أوسيم.
وبالفعل قام رئيس المباحث بقيادة حملات على البنوك المشار إليها في البلاغ لمحاولة الإيقاع بالمتهمة، وبالفعل تمكن رئيس المباحث من رصد فتاة بأوصاف المتهمة تدخل احد البنوك الحكومية في تمام الساعة التاسعة صباحا أي مع بدأ مواعيد العمل الرسمية للبنك وذلك حتي تتمكن من اصطياد الضحية المناسبة بمهارة عالية.
دخل ورائها رئيس المباحث وبدأ يراقبها اثناء القيام بمهامها وبالفعل جلست المتهمة على احدى المقاعد وبعد نصف ساعة من تواجدها بالبنك جلست بجوار أحد العملاء وبخفة يديها بدأت عملية السرقة في هدوء بدون أن يشعر الضحية وأثناء ذلك قام المقدم هشام بهجت بالقبض عليها واقتيادها لمركز شركة أوسيم لتحرير محضر رسمي بالواقعة.
اتهام بالسرقة
داخل مركز شرطة اوسيم كانت اعترافات المتهمة كالاتي: اسمي نهلة - 24 عاما، نشأت في أسرة ''هنجرانية'' ومعني هذه الكلمة تعني ان المرأة هي التي تعمل والرجل يأخذ الحصيلة في مقابل أن يتولى مهمة تربية الأبناء وجميع مهام المنزل.
تستكمل المتهمة قائلة: ''عندما كان عمري 20 عاما كان يتهافت علي الشباب لنيل الزواج مني والفتاة التي سوف تقبل على الزواج هي التي تضع شروط أمام الذي سوف يتزوجها لتنفيذها وبالفعل تزوجت وكان مهري نصف مليون جنيه وقدم لي زوجي شبكة بمائة ألف جنيه .. ومنذ اليوم الأول للزواج ترك زوجي لي مهمة اختيار عملي بشرط الحصول على المال الوفير وبالفعل كانت مهنتي السرقة أحيانا اقوم بسرقة المواطنين من المواصلات العامة واحيانا أخرى أقوم بسرقة رواد البنوك''.
تضيف المتهمة قائلة : كنت ابدأ يومي كالاتي استيقظ الساعة الثامنة صباحًا وانزل في وقت ذروة خروج الموظفين واتوجه لإحدى البنوك التي تقع في مكان مختلف عن المحافظة التي اسكن فيها حتي لا يعرف أحد ملامحي وبالفعل أدخل البنك في التاسعة صباحًا أي فور دخول العملاء وأجلس أراقب العملاء الذين يحصلون علي مبالغ مالية من البنك وفور جلوس الضحية لترتيب أوراق نقوده في لحظة اجلس بجواره دون أن يشعر وبخفة يدي أقوم بسرقة الضحية وهو مشغول سواء بالهاتف المحمول الخاص به أو بترتيب حقيبته ثم انصرف بهدوء قبل اكتشاف الضحية سرقته خوفًا من افتضاح أمري، وفي اليوم الثاني اتوجة إلى منطقة أخرى بالجيزة لبنك آخر، وهذا في الصباح، اما بالنسبة للمساء اقوم بتغير نشاطي من البنوك إلى الاتوبيسات العامة.
واعترفت المتهمة بأنه ارتكبت العشرات من عمليات السرقة، قائلة :''استطعت تجميع أموال كثيرة وكانت حصيلة يومي تتراوح من 3 إلى 7 آلاف جنيه وذلك حسب اختياري للضحية.. وكان هدفي انا وزوجي جمع أكبر قدر من المال لعلاج ابني من مرض السرطان'' .
وتختتم المتهمة قائلة: ''لا أحد يستطيع الهروب من قدره أنا ضحية وليس متهمة لان أي حد مكاني لو شاهد ابنه يتألم من شدة الألم كان هيقوم بعمليات سرقة ونهب وكل الأمور التي يستطيع من خلالها تجميع أكبر قدر من المال
0 التعليقات:
إرسال تعليق